يهدد استمرار الحياة الزوجية.. هل يجوز تفتيش هاتف شريك الحياة؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تعود طريقة مراقبة الأزواج لبعضهم وتجسس الزوجة على زوجها أو العكس إلى ما قبل ظهور الوسائل التقنية الحديثة، بل أن بعض المجتمعات شهدت ظهور مهنة قائمة بذاتها وفيها متخصصين بمراقبة الأزواج وتتبعهم، لكن مع ظهور وسائل الاتصال الحديثة أصبح هاتف الزوج هو الصندوق الأسود الذي تسعى الزوجة لسبر أغواره وكشف أسراره،
 كيف يؤثر التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه ومراقبة رسائله أو حساباته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعية على العلاقة الزوجية؟ وهل يعتبر هذا النوع من التجسس انتهاكاً للخصوصية أم أن من حق الزوجة معرفة ما يجري حولها؟ كيف تكون ردة فعل الزوج على تفتيش هاتفه سواء كان مذنباً أم بريئاً؟ نكتشف الإجابات معاً من خلال استعراض أضرار التجسس على الأزواج وقصص واقعية عن مراقبة الزوج والتجسس على هاتفه.

لماذا ترغب الزوجة بمراقبة زوجها؟
في البداية لا يمكن القول أن رغبة الزوجة بمعرفة الأسرار التي يخفيها الصندوق الأسود -هاتف الزوج- رغبة غير مشروعة، لكن حتى الرغبات المشروعة قد لا تتم تلبيتها إلا بوسائل غير مشروعة، كما هو الحال مع التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه دون علمه ،
ودوافع الزوجة لمحاولة تفتيش هاتف الزوج قد تكون دوافع ذاتية تتعلق بشخصية الزوجة ونشأتها ومفاهيمها التي تتحكم بسلوكها، أو تكون أسباب موضوعية مرتبطة أكثر بتقلبات العلاقة الزوجية أو تأثير الآخرين أو تأثير ما تسمعه وتراه حولها من قصص الخيانة الزوجية أو سلوك الزوج المشبوه.

اقرأ أيضاً| لـ "زيادة البروتين" في نظامك الغذائي.. تعرف علي أفضل المكسرات

في الحالة الأولى يكون التجسس على الزوج جزءاً من سلوكيات الزوجة المستقرة والنابعة عن الغيرة المرضية أو حتى عن اضطرابات نفسية مميزة تحتاج للمتابعة والعلاج، ولا علاقة لها بكون الزوج مخلصاً أم لا، لذلك نجد أن سلوك تفتيش هاتف الزوج عند هذا النوع من الزوجات لا يتوقف مع عدم اكتشاف ما هو مريب، وإنما يستمر بشكل روتيني .
في الحالة الثانية تكون التجارب السابقة مع الزوج أو تجارب الآخرين التي تتعرف إليها الزوجة دافعاً قوياً لمراقبة الزوج والتجسس عليه، والتغيرات التي تطرأ على العلاقة الزوجية والتي قد تكون جزءاً من التطور الطبيعي للزواج؛ تدفع الزوجة أيضاً للبحث عن امرأة أخرى في حياة الزوج، تحمِّلها المسؤولية عن هذه التغيرات، وقد تكون خيانات الزوج المتكررة هي السبب الوحيد وراء رغبة الزوجة الملحَّة في اكتشاف مراسلات الزوج السرية.

ما هي آثار التجسس على الزوج؟
الزوجات البسيطات يحاولن فقط الحصول على كلمة مرور هاتف الزوج أو كومبيوتره الشخصي، الزوجات الأكثر دهاءً يدفعن مبالغ طائلة لشراء برامج التعقب والتجسس التي يتم تثبيتها على الهاتف دون أن يتمكن صاحب الهاتف من التقاطها، وينفقن مبالغ لا يستهان بها للحصول على خدمات الهاكر واختراق الحسابات والأجهزة الخاصة بالزوج، وقد يصل الأمر إلى تثبيت كاميرات خفية في السيارة مثلاً أو تثبيت أجهزة تنصت صوتية في مكان العمل وغيرها من وسائل التجسس والمراقبة التي لا تنتهي ولا يتوقف تطورها.

ويمكن الحديث عن مخاطر التجسس على الزوج وتفتيش هاتفه أو اختراق حسابته على مواقع التواصل الاجتماعي كالآتي:
انتهاك الخصوصية وتأثيرها على العلاقة الزوجية: بالدرجة الأولى يعتبر انتهاك خصوصية الزوج تصرفاً خاطئاً مهما كانت دوافعه، وغالباً ما تتحول القضية من وفاء وخيانة إلى قضية حدود شخصية لكل من الشريكين وجدال حول حق الزوجة بانتهاك خصوصية الزوج، وبطبيعة الحال فإن الثقة المتبادلة بين الزوجين ستكون غائبة بشكل كامل في حال اكتشاف الزوج لتطفل الزوجة على خصوصياته واكتشاف الزوجة لأسرار الزوج التي لا يشترط أن تدل على  خيانة، بل ربما تكون أسرار عمل أو أسرار شخصية من نوع آخر.

التجسس لا يمنع الخيانة:
سواء كان الزوج خائناً أم مخلصاً فإن التجسس عليه ومراقبة اتصالاته لا يمكن أن يكون الحل لمنع الخيانة، بل أن الزوج الخائن ينسى فعلته ويتجه إلى محاولة تعزيز أمانه الشخصي ومنع زوجته من التجسس عليه بدلاً من التفكير بالتوقف عن الخيانة والتوبة عنها.

تبادل الأدوار:
غالباً ما يقوم الزوج الخائن الذي يتم اكتشاف أمره عبر التجسس وتفتيش الهاتف بقلب الطاولة على زوجته، ويعتبر أن المشكلة التي يجب نقاشها هي التجسس عليه وتفتيش هاتفه وليس خيانته لزوجته، بذلك تتحول الزوجة من ضحية إلى جلاد.

ماذا لو لم يكن خائناً؟:
ربما تشعر الزوجة بالانتصار عندما تكتشف خيانة زوجها من خلال التجسس عليه وتفتيش هاتفه، لكن ماذا لو لم يكن خائناً؟ ماذا إن اكتشف الزوج أنه مراقب ومنتهك الخصوصية وهو في نفس الوقت لا يقوم بما يستدعي مراقبته؟ ما مصير الثقة المتبادلة بين الزوجين في هذه الحالة؟ وكيف ستبرر الزوجة فعلتها لزوجها المخلص؟.

الانزلاق إلى التجسس المرضي:
في حالات ليست نادرة يتحول التجسس على الزوج ومراقبته من وسيلة إلى غاية، خاصة بعد أن يبدأ الزوج -خائناً كان أم وفياً- باتخاذ احتياطاته، فتبدأ الزوجة بتحدي كسر الاحتياطات والولوج إلى الصندوق الأسود، وهكذا تبدأ لعبة القط والفأر بين الزوجين والتي لن تنتهي بطريقة جيدة غالباً.

الانفصال والطلاق:
واحد من أسباب الطلاق الشائعة هو هوس التجسس والمراقبة لدى أحد الشريكين، وهذا ما سنراه واضحاً من خلال القصص الحقيقية عن التجسس والمراقبة .

التعرض للابتزاز:
في حالات ليست نادرة تلجأ الزوجات لطرف ثالث بهدف التجسس على الزوج واختراق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تتعرض الزوجة في هذه الحالة إلى الابتزاز بطرق مختلفة.